حمزة بن دلاج، اسمٌ ارتبط بالقرصنة الإلكترونية وأصبح رمزًا للعبقرية الجزائرية في مجال التكنولوجيا. شابٌ من مدينة تيزي وزو، استطاع بمهاراته الفذة أن يخترق أنظمة كبرى الشركات والمؤسسات المالية حول العالم، ليُدرج اسمه ضمن قائمة أخطر 10 مخترقين في العالم بحسب مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).
من هو حمزة بن دلاج؟
ولد حمزة بن دلاج عام 1988 في الجزائر، وتخرج من جامعة باب الزوار للعلوم والتكنولوجيا عام 2008 بدرجة مهندس في الإعلام الآلي. بدأ شغفه بعالم الحاسوب منذ صغره، حيث درس صيانة الكمبيوتر لمدة ثلاث سنوات قبل أن ينطلق إلى عالم القرصنة الإلكترونية في عشرينياته. اشتهر حمزة باسمه الحركي “BX1” وأثار الجدل بأفعاله الجريئة التي تسببت في خسائر مالية فادحة للكثير من المؤسسات.
أبرز إنجازات حمزة بن دلاج (أو بالأحرى “اختراقاته”):
- تطوير فيروس SpyEye BotNet: تعاون حمزة مع المخترق الروسي ألكسندر “Gribodemon” لتطوير فيروس SpyEye الذي مكنهما من سرقة معلومات بنكية حسّاسة من ملايين أجهزة الكمبيوتر حول العالم.
- اختراق أكثر من 217 مؤسسة مالية: نجح حمزة في اختراق حسابات بنكية تابعة لأكثر من 217 مؤسسة مالية، متسببًا في خسائر تقدر بالمليارات.
- التحكم في 60 مليون جهاز كمبيوتر: باستخدام فيروس SpyEye، تمكن حمزة وشريكه من التحكم في شبكة واسعة من أجهزة الكمبيوتر حول العالم، واستغلالها في تنفيذ عملياتهم غير القانونية.
القبض على حمزة بن دلاج والمحاكمة:
في عام 2013، تم القبض على حمزة بن دلاج في تايلاند بناءً على طلب من السلطات الأمريكية. سُلّم إلى الولايات المتحدة ليواجه تهمًا متعددة تتعلق بالقرصنة الإلكترونية وغسيل الأموال. في عام 2015، أقرّ حمزة بذنبه في بعض التهم الموجهة إليه، وحُكم عليه بالسجن لمدة 15 عامًا.
حمزة بن دلاج: بين الحقيقة والأسطورة:
نسجت حول حمزة بن دلاج العديد من القصص والأساطير، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي. روّج البعض لأخبار مفادها أنه اخترق مواقع وشركات إسرائيلية، ونقل أسرارًا عسكرية إلى الفلسطينيين، وحوّل أموالًا طائلة إلى دول فقيرة. لكن معظم هذه الروايات تفتقر إلى أدلة دامغة وتبقى ضمن إطار الشائعات.
الدروس المستفادة من قصة حمزة بن دلاج:
- القرصنة الإلكترونية سلاح ذو حدين: تُظهر قصة حمزة كيف يمكن استخدام مهارات البرمجة والتكنولوجيا في أغراض إجرامية تُلحق الضرر بالآخرين. من الضروري استخدام هذه المهارات بشكل أخلاقي ومسؤول.
- أهمية الأمن السبراني: تُسلّط قصة حمزة الضوء على أهمية تعزيز الأمن السبراني وحماية البيانات من الاختراقات. يجب على الأفراد والمؤسسات اتخاذ التدابير اللازمة للحفاظ على أمنهم الرقمي.
- العبقرية الجزائرية: تُثبت قصة حمزة بن دلاج وجود كفاءات جزائرية متميزة في مجال التكنولوجيا. من الواجب استثمار هذه الطاقة الإبداعية وتوجيهها نحو مسارات بناءة تساهم في تطوير البلاد.
حمزة بن دلاج اليوم:
من المتوقع أن يُطلق سراح حمزة بن دلاج في عام 2028. يبقى السؤال مطروحًا: ماذا سيفعل بعد خروجه من السجن؟ هل سيعود إلى عالم القرصنة أم سيُوظّف مهاراته في خدمة مجتمعه؟ الأيام القادمة ستكشف لنا الإجابة.
التعليقات